عندما تغضب الحملان .. ما بين جو حطاب … وخلود باشراحيل

كتب / روان الاميري


يقفُ شعبًا ترك فَقره وجوعه وتعبه وحرمانه وأصبح مُناظرًا على الآخرين، شعب مُنهك القوى، مسلوب الإرادة والحقوق، شعب يُمارس عليه كل أنواع القهر والظلم والاستبداد، شعب يعيش حياة غير آدمية، في ظل أوضاع كارثية، وحكومة غارقة في ملذاتها وفسادها اللامنتهي، ورغمًا عن ذلك ستجدهُ جلادًا على كل من حوله ولكن دون أن يصل السوط لمن يستحقه، أزمات مُتعددة يُعاني منها هذا المواطن وليس من ضمنها تلك الحروب التي تُدار بين أطراف تتنازع على السلطة أمام العالم ومن خلفه تتقاسم الأرباح، حروبًا وهمية هدفها الأول تضليل الشعوب وجرها إلى معارك شخصية فوائدها تذهب إلى خزائنهم، ولكن حتى اليوم لا يزل نفس الشعب الذي ينتقد رحاله على عدم إظهار مدينتهُ بشكل لائق ويُهاجم امرأة على حريتها، يصمُت أمام من سلبوه كل مقومات الحياة وحولوا بلده إلى مقابر جماعية، وهذا يجعل المرء يُفكر هل المواطن يعي بحقيقة ما يمر بهِ؟ أم أن كل تلك الأزمات والمعيشة الضنك أفقدته بصيرته! أو ربما يجد المرء عزاء في الانقضاض على الضعفاء أمثاله، إذ لن يستطيع مُحاسبة من يظنهم أقوياء! لو أنه يعلم بأن قوتهم مصدرها ضعفه، وسلطتهم مصدرها جهله، إذ إن كل هؤلاء الذين يسمونهم (رجال دولة) لم يصعدوا إلى على أكتاف هؤلاء المغلوب على أمرهم، ولكن هيهات هيهات أن يدركوا هذهِ الحقيقة رغم وضوحها، إذ بلغ تعبهم حد العمى، فجرعات التعذيب المُنتظمة التي تُمارسها الحكومة والمتمثلة في قطع الكهرباء والمياه وكافة الخدمات جعلتهم مُنفصلين عن الواقع، يتخبطون بِلا وعي، ولا يدركون معاركهم الحقيقية، لقد نجح الأوغاد في مخططاتهم الشيطانية، إذ من خلال سحل المواطن في الركض وراء حياته، وإشغاله في محاربة أبناء جلده، استطاعوا نهب الدولة وتدميرها والصعود على أنقاضها، لقد جعلوا من أنفسهم أبطالًا، مُنقذين، مُدافعين عن قضية، وجعلوا من الشعب بيادق، عبيد، جلادين، والكثير الكثير من المرهقين.

بقلم : روان الأميري