“تدشين مهرجان البلدة: الفرحة المتوهجة وسط نداءات مستعجلة لتحسين الخدمات الأساسية والاقتصادية”

تاربة_اليوم / عبدالقادر باسويد
14 يوليو 2024

في خضمّ احتفالات مهرجان البلدة الشهير في حضرموت، تتعالى أصوات المواطنين المطالبين بتوفير وتحسين الخدمات الأساسية التي ترافق حياتهم اليومية. رغم البهجة والفرحة التي يجلبها المهرجان، يتساءل الكثير من الناس عن موعد مهرجانات أخرى تتعلق بالكهرباء، والماء، والغاز، والاستقرار الاقتصادي، وحقوق الصيادين، ومساعدة المرضى المعدمين.

احتياجات الناس تتجاوز الفرح العابر للمهرجانات وتمتد إلى الضروريات الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياتهم. الكهرباء والماء والغاز هي خدمات حيوية تحتاج إلى تحسين مستمر وتطوير لضمان حياة كريمة للمواطنين.

**الكهرباء:**
الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي تجعل من الحياة اليومية معاناة حقيقية، وتؤثر على كافة جوانب الحياة من التعليم إلى الأعمال التجارية والرعاية الصحية.

**الماء:**
متى سيكون هناك مهرجان للماء يشمل توفير إمدادات مائية دائمة ونقية للجميع؟ يعتبر نقص المياه أمراً لا يمكن تجاهله ويتطلب حلولاً جذرية.

**الغاز:**
ارتفاع أسعار الغاز ونقصه يؤثر على الأسر بشكل مباشر، مما يجعل الطبخ والتدفئة تحدياً يومياً.

مهرجان تحسين العملة والاستقرار الاقتصادي يبدو حلماً بعيد المنال للكثيرين. التضخم وارتفاع الأسعار جعلا من الحياة اليومية عبئاً أكبر على المواطن العادي. إن تعزيز قيمة العملة المحلية يتطلب جهوداً مشتركة من قبل الحكومة والمؤسسات الاقتصادية لضمان استقرار السوق وتحسين الظروف المعيشية.

علاوة على ذلك، تأتي قضية صيادي الأسماك الذين يواجهون صعوبات جمة في ممارسة مهنتهم. هذه القضية تستدعي حلولاً سريعة وإجراءات دعم لحماية حقوق هؤلاء العاملين وتأمين مصدر رزقهم.

“مهرجان إغاثة الملهوف” ومساعدة المرضى المعدمين هي نداءات إنسانية تمسّ ضمائر الجميع. المشهد المفجع للمرضى المعدمين في المستشفيات، الذين يعانون من نقص الرعاية الصحية والتكاليف المرتفعة للعلاج، يثير الشفقة والأسى. هؤلاء المرضى يحتاجون إلى دعم فوري وملموس من الجهات الحكومية والخاصة لضمان توفير العلاج والرعاية اللازمة.

عباد الله، لقد عرفنا مهرجان البلدة والفرحة المحيطة به، لكن يجب أن نتساءل: متى سنرى اهتماماً حقيقياً بمهرجانات الخدمات الأساسية، وتقديم الدعم العاجل للملهوفين والفقراء؟ إن هذه النداءات هي بمثابة استغاثة للمسؤولين والعاملين في كل القطاعات للتحرك بجدية وحلّ القضايا العالقة التي تمس حياة الناس بصورة مباشرة.

الاحتفالات بمهرجان البلدة قيمة اجتماعية وثقافية مهمة، ولكن يجب ألا تكون سبباً لتجاهل الاحتياجات الأساسية للمواطنين. إن الاستجابة العاجلة لتحسين خدمات الكهرباء والماء والغاز وتعزيز الاقتصاد المحلي هو ضروري لضمان استقرار وسعادة المجتمع.

دورة حياة المواطنين تتجاوز الفرح المؤقت وتحتاج إلى تحسينات مستدامة في الخدمات الأساسية والحق في العيش بكرامة. دعونا نحتفل بمهرجان البلدة لكن بوعي أكبر بتحقيق مهرجانات أخرى لا تقل أهمية. إن تحسين واقعنا المعيشي يتطلب من الجميع التعاون والعمل الجاد، لضمان أن تكون فرحتنا شاملة ومستدامة، فالتقوى والعمل الجاد هما المفتاح لتحقيق ذلك.

فلنتق الله جميعاً ونتخذ قرارات تُعالج الواقع المرير، وتحقق الحياة الكريمة التي يستحقها كل مواطن.