متساوون في الشرف

كتب / عبدالعزيز صالح بن حليمان
الخميس 1 اغسطس 2024

يحكى ان احد التجار ركب في سفينة فهاجت بها الامواج فغرقت فألقى ثيابه وتعلق بشيء حتى تقاذفته الأمواج إلى جزيرة وهو عارٍِ جائع خائف، فجلس على الشاطىء مفكرا فبينما هو كذلك وإذا بخيل قد أقبلت فلما وصلوا إليه سلموا عليه وقدموا له اللباس وأمروه بالركوب معهم وساروا به حتى بلغ قصرا أدخلوه إليه وألبسوه التاج وسلَّموا له الملك فسألهم من انتم؟ قالوا نحن أمراء البلاد لا نتفق على تمليك واحد منَّا لاننا متساوون في الشرف فأتفقنا على تدبير المملكة لاول إنسان تقذفه الامواج نحو الجزيرة فنجعله ملكا علينا .

منذ 67 م والى يومنا هذا ونحن الحضارم ننتظر من وقت لآخر عمن تقذفه الامواج نحو سواحلنا لنلبسه التاج ويدير لنا امورنا والسمع والطاعة فنحن متساوون في الشرف شكاكون في انفسنا متباغضون، حاقدون متحاسدون، كراهيتنا لبعضنا لاحددود لها لا تجمعنا مصلحة حضرموت ولا كلمة سواء، اهدافنا لا شرقية ولا غربية ، ومواقفنا ضبابية يغلب عليها الطابع السلبي ولهذا ضاعت حقوقنا وحتى نستعيدها لابد ان نتحرر من كل القيود والسلاسل التي تمنعنا من أن نكون طلقاء فقد سببت تلك القيود اضطهادنا، فلنكن ايجابيين ونمد ايدينا ونبارك اي دعوة حضرمية تضع قضية حضرموت ومطالبها نصب عينيها ولا تساوم فيها وتدعو للاصطفاف والتلاحم ولملمة البيت الحضرمي وحماية ثروات حضرموت وعدم المساس والتلاعب بها.

قد نختلف في الرؤى ولكننا نتفق حتماً انه لن يقرر مصير حضرموت الا اهلها وان تأتي دعوة حضرمية بعد اخرى خير من الا تأتي ولابد ان يكتب لواحدة منهن النجاح ولا يضيع حق وراءه مطالب.