حضرموت بين السياسة والثورة !!!

مقال لـ : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
الخميس 1 أغسطس 2024

تشهد حضرموت حاليا حالة غليان وثورة ضد الأوضاع الماساوية ، التي تمر بها منذ عام النكبة في ٦٧م، والمتمثلة في سلب القرار الحضرمي المستقل ونهب الثروات الحضرمية وتهميش حضرموت وتقزيمها في كافة المجالات .
وياتي هذا الحراك الحضرمي الثوري امتدادا لنضالات الشعب الحضرمي البطل منذ السبعينات ومرورا بالهبة الحضرمية المباركة في ٢٠ ديسمبر عام ٢٠١٣م والهبة الحضرمية الثانية في (٢٠٢١م) والنهضة الحضرمية العارمة في عام (٢٠٢٢م) ورفع علم الإستقلال والنشيد الوطني الحضرمي و التحرك الجاد لتأسيس مجلس حضرموت الوطني، كحامل سياسي موحد للقضية والمظلومية الحضرمية، الذي تم اجهاضه للأسف من قبل أعداء حضرموت التاريخيين.
واليوم نشهد تتويجا لكل هذه النضالات الحضرمية المشروعة ومحاولات جادة من الشعب الحضرمي لانتزاع حقوقه وتحقيق مطالبة العادلة وعلى راسها استقلال قراره السياسي وسيادته على ارضه وثرواته ورفض التهميش و التبعية المذلة لصنعاء وعدن. ويمكن ملاحظة هذا التحرك القوي من خلال جبهتين رئيسيتين أحدها يقودها التيار السياسي البراجماتي ، بقيادة المحافظ الشيخ بن ماضي ، والآخر التيار الراديكالي الثوري يقوده الوكيل ورئيس الحلف والجامع الشيخ بن حبريش .
صحيح قد يوسوس البعض للوهلة الأولى، ان هناك صراعا خفيا بين التيارين، لتحقيق مكاسب شخصية ، من خلال هذه المطالب والحقوق المشروعة ، ولكن لا اظن ان الحكمة والوعي الحضرمي، سيسمحان بخروج هذه الخلافات عن إطارها السلمي التكاملي. فالشعب الحضرمي إكبر من أن ينجر لتأجيج هذه الخلافات وتحويلها إلى صراعات راديكالية تقضي على الأخضر واليابس في حضرموت، وتنهي امال وتطلعات الحضارمة خلال ستين عاما من النضالات المشروعة، في استعادة استقلال وطنهم الحضرمي الغالي وسيادتهم على ارضهم وثرواتهم .
إننا على ثقة من حكمة كلا القائدين بن ماضي وبن حبريش، وحرصهما اللا متناهي على رفعة وقوة حضرموت، وحلحلة الأزمات التي تطحن أبناء حضرموت، وكل بطريقته الرسمية البراجماتية او الشعبية الثورية المكملان لبعضهما البعض.
وتقع على القيادات والنخب الحضرمية السياسية والقبلية المواءمة والسعي لتكامل عمل هذين التيارين وجعلهما يصبان في بوتقة حضرموت ، ورفض اي تاجيج لاي خلافات بين الطرفين ، فالأعداء هم من يقوم بذلك وهم المستفيد الأكبر من تمزيق حضرموت وتفتيت لحمة ووحدة القيادات الحضرمية.
ومرة أخرى إننا على ثقة كبيرة من حكمة وحضرمية بوعدنان وبوعلي ، ولن يكونا الا مكملين لبعضهم البعض فمصلحة حضرموت أكبر وإجل من أن تراغ في التراب أو تجير لأي مصالح شخصية أخرى. ومالم تحققه السياسة يجب أن يستكمل بالثورة!!!