ابحث في الموقع

تشرين العظيم ماذا بقي ؟

تشرين العظيم ماذا بقي ؟

كتب / رشاد خميس الحمد
الثلاثاء 15 اكتوبر 2024

ما إن أشعل أبطال سبتمبر المجيد شعلة نصرهم الخالدة حتى أقتبس منها أبطال أكتوبر العظيم شرارة ثورتهم العظيمة بإرادة وطنية خالصة وحماسا ثوريا صامدا فجر براكين جبال ردفان الشماء التي أحرقت جحافل المستعمر البغيض ليجر أذيل الهزيمة من غير رجعة فكان إنتصارا عظيما تركه أجدادنا الابطال ليستضئ به المناضلون الأحرار كلما أنطفت مصابيح الامل وحل الظلام الدامس وعاد الطامعون بثوب جديد لينهبوا خيرات الوطن وينتهكوا سيادته ويدنسوا ترابه الطاهر.
ياتشرين العظيم يا قبلة الأحرار أنني أستسمحك عذرا فلن أحتفل بيومك العظيم فماذا بقي لكي نحتفل به؟
وقد أنطفت شعلة نصر أبطالك وعاد المستعمرون بثوب جديد واستبيحت الأرض وانتهكت السيادة وصار الطامعون يحكمون ربوع بلدك بل وصنعوا لهم أدوات وبنادق مستأجره تحرس أطماعهم وحل الدمار والحرب حتى ورث شعبك البارود المميت.
أما أولئك الذين يتبجحون بالاحتفال بك وإحياء يومك العظيم فأنهم وبكل أسف شديد يرفعون أعلام دولة أجنبية تمولهم ويريدون إستقلالا في معادلة غريبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا لو سمع بها شهدائك الأبطال لجن جنونهم.
أما شعبك المسكين والمغلوب على أمره فقد أنهكه الجوع وأجهز عليه الفقر وأوجعه المرض والغلاء وإنهيار العملة والصرف ولم يجد من ينقذه
بالله عليك اي قيمة لأي إحتفال وقد وقعنا في فخ عميق وسلبت قضية الشعب العادلة ؟!
يا أكتوبر المجيد لقد بلغت القلوب الحناجر وضاقت الأرض بما رحبت بشعبك الابي فمتى ستعود؟ وتلهم أحفاد أبطالك روحا ثورية عظيمة تعانق شمسان الابي وإرادة وطنية شامخة كشموخ قلعة صيرة الصامدة ليقودوا بعد ذلك ثورة مباركة نهضوية تزيح الظلام وتكسر القيود وتكشف الاقنعة وترحل الطامعون وتطرد المأجورين ليخرج شعبك من عنق الزجاجة الخانقة التي تكاد أن تفتك به إلى رحاب السيادة والبناء والنظام والامن والامان والعيش الرغيد.
حقا ما أحوجنا اليوم قبل أي وقت مضى لفكر أكتوبري ثوري نهضوي جمعي يحمل أهداف نبيلة ويستند على أسس سليمة يصنع الوعي وينمي الفكر ويحرك الدماء الوطنية الخاملة ويقوي عزائم النفوس الحره والنزيهة التي يجب أن تقود المعركة الوطنية القادمة سوى الداخلية في وجه قوى الظلام المنتفعة أو الخارجية في وجه الاستعمار الجديد ودعوات الشرق الاوسط الجديد ومخططاته الهادفة إلى تمزيق الممزق وتقطيع أوصال الوطن وضرب نسيجه المجتمعي من أجل إضعافه حتى يسهل إبتلاعه .
والحقيقة الراسخة أنه مهما طال الوجع والألم وحل سواد الليل الكالح حتما سيأتي فجر صادق تعلوه نفوس حره ثائرة تبدد الظلام وتصنع الانتصار وتستعيد السيادة والدولة وتستثمر في خيرات الوطن للنهوض بالوطن الكبير وإن غدا لناظره قريب .

إغلاق