اعزم ورد رأسك قدا سيؤون
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : أ. صالح فرج
21 اكتوبر 2024
منذ أسبوع انقضى استُهلت فعاليات الموسم السنوي الحافل والحدث الأبرز الذي تحتضنه مدينة سيؤون وتقيمه المشيخة الكبرى برباط العلم الشريف وحافة الحوطة بمدينة سيؤون كل عام ألا وهو موسم الحول ..
تتمتع مدينة سيؤون بجاذبية خاصة لدى كل من يزورها أو يذهب إليها لغرض ما، فهي كما وصفها قديما الشيخ عمر بامخرمة صاحب القبّة التي تتربع على سوق المدينة بأنها أي سيؤون “أرض غريب”..
تحتضن مدينة سيؤون هذه الأيام ضيوفها فشباب ورجال حافة الحوطة في حراك مستمر منذ عدة أشهر إستعدادا لإقامة مهرجانهم السنوي وعرس أعراس سيؤون “مطلع المطالع” الذي تقيمه الحافة سنويا متزامنا مع حولية الإمام المجدد علي بن محمد بن حسين الحبشي “صاحب الحول”.
موسم حولية الإمام الحبشي المتميز والمقام سنويا، والذي يحرص على إقامته ورعايته القائمين من أسرة وأحفاد الإمام يشهد في الأعوام الأخيرة زخم كبير وكذلك تطور وتنوع في فعالياته المختلفة الرائعة.
أهل وسكان مدينة سيؤون وخاصة منهم أهل حافة الحوطة والمشيخة الكبرى لرباط العلم الشريف يعيشون هذه الأيام لحظات سعيدة وهم يرسمون الفرحة والابتهاج للجميع، برغم المنغصات التي يكابدونها في ظل الانفلات الذي يعصف بالبلد برمته على كل المستويات، فلم يسلم شىء في ظل الأزمة العاصفة بالبلد من تدهور شامل على كل الصعد وبالذات المرتبطة بالحياة المعيشية، كقيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار الذي ينعكس على كل مناحي الحياة بسبب تدهور العملة، وكذلك غلاء المحروقات و #الطفيالسياسيبامتياز الذي ينغص عيش أهل البلد.. ولكن أن تزرع إبتسامة خير من البكاء والنحيب والعويل.
لمطلع المطالع المتزامن مع حولية الإمام المجدد علي بن محمد بن حسين الحبشي رونق مميز وخاص ، وجاذبية لن تجدها في حدث أو مناسبة أخرى مهما كانت، وهو أمر قد يكون سرّه في الإرتباط المباشر مع حولية الإمام الحبشي التي مضى عليها مائة وثلاثة عشر عاما، وهي قائمة في موعدها دون توقف.. يحرص الكثيرين على حضورها وعدم تفويتها، باعتبارها فرصة للتقييم وإعادة النظر والتمعّن في انقضاء عام كامل منذ الحول السابق، وهي فرصة للتأمل والعودة إلى الله والدعوة إليه ، وتمتاز المدرسة الدينية الحضرمية المعتدلة التي تستمر فيها الفعاليات الدينية طوال أيام الأسبوع مقسمة بين المساجد والقباب والزوايا والأربطة كزاوية الحبيب محمد بن هادي السقاف التي يقام فيها مجلس للذكر كل يوم سبت طوال أيام الشهر .. في حضرموت عامة وواديها على الخصوص تميّز في ذلك ، ويحافظ أهلها على وسطيتهم واعتدالهم، ونبذ التشدد الديني، وزرع الفرقة والوحن، حيث تستمر وتزدهر طوال أيام السنة مجالس الذكر والدعوة إلى الله في تكامل وتمازج فريد، وجميل أيضا، فأيام الأسبوع مقسمة بين تلك المجالس “صباحية أو مسائية” متميزة ومرتبة بين المساجد والزوايا والقباب، في كل ربوع حضرموت.
تزامُن مطلع المطالع مع الحولية حدث سنوي تتميز به مدينة سيؤون ولن يثني المدينة وأهلها أي حدث آخر أو منغص أكان انقطاع الكهرباء أو غلاء المحروقات الذي يلهب أسعار النقل بالنسبة للوافدين والزائرين ، هي ذكرى وعادة سنوية لن تتوقف أو تنقطع لأسباب أو عراقيل ، وقد تم الحفاظ عليها على مدى أكثر من قرن مضى من الزمن .. وهي فرصة لنسيان المنغصات الكثيرة، وتجديد الأمل بغد أفضل والدعاء والتوجه إلى الله أن يزيل تلك المنغصات ويهلك الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين
حولية الإمام الحبشي وتزامنها مع مطلع المطالع حدث تتمتع به مدينة سيؤون وتنتعش المدينة فيه، وتقام فعاليات مختلفة منها الدينية والشعبية والتجارية وتتسابق (الحويف) على حضوره وعدم تفويته حتى تلك التي تتنافس مع حافة الحوطة فهي تزاحم حافة الحوطة في عرسها وتقيم لها فعاليات متزامنة مع المطلع الذي تختص به حافة الحوطة وتحاول أن تجد لها فيه موطىء قدم …..
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط