ابحث في الموقع

العلم من على ظهور ( الحمير ) ..!!

العلم من على ظهور ( الحمير ) ..!!

كتب / احمد باحمادي
الجمعة 29 سبتمبر 2023

● كان أباؤنا فيما مضى يخبروننا كيف أنهم ولبُعد المسافة يذهبون إلى أماكن تعليمهم راكبين على ظهور الحمير ..

● ذلك أن المواصلات يومئذٍ كانت شحيحة .. وبالرغم من ذلك لم يستطع الكثير منهم مواصلة تعليمهم واكتفوا بسنوات قليلة منه فغادروه خلال المرحلة الابتدائية طلباً للعيشة والعمل .. واكتفوا من مشوار التعليم بما يمكنهم من فك الخط والكتابة والقراة عند الضرورة ..!!

● اليوم يتكرر هذا المشهد مع فارق كبير وعظيم ألا وهو توفر وسائل النقل بمختلف أنواعها .. حتى لو أحبّ أحدٌ ما أن يذهب إلى الفضاء في رحلة استثنائية فثمة شركات متخصصة في هذا الجانب ولديها استعداد لتلبية هذا المطلب وتوفير وسيلة المواصلات المناسبة ..!!

● ومع صعود الإنسان إلى الفضاء في هذا العصر العلمي المتفجّر بالمعلوماتية .. فلا يزال من طلابنا من يذهب إلى مدرسته اليوم راكباً على ظهور الحمير .. والعدسات توثق ذلك في حياتنا المعاصرة ومنها الصورة المرفقة بمقالنا ..!!

● لقد أُنهك الطلاب وبدا عليهم الإحباط اليوم .. فلا رغبة عارمة لديهم ولا محبة للعلم من هول ما يلاقونه من تعب وضنك وفقر .. وما تعانيه أسرهم وعوائلهم من مشقة بالغة في توفير أبسط متطلبات تعليمهم ..

● فهم يسمعون كل ذلك ويعون ما يحيط بهم ويدركون محيطهم وهو الأمر الذي ينعكس على تحصيلهم ومحبتهم للعلم والاجتهاد.

● طلاب وربما طالبات كُثُر يسقطون من هول الجوع والتعب خلال الطابور الصباحي أو المسائي .. ومنهم من لا يستطيع شراء ( ساندويتش ) ببضع مئات من الريالات لأنه في الحقيقة لا يملكها ولا يستطيع أهله أن يوفروا له هذا المبلغ يومياً بما يعانونه من عجز في الميزانية أن كان ثمة ميزانية لهم أصلاً ..!!

● شاهدت كثيراً من الطلاب بكل براءة يستجدون غيرهم من الأصحاب في أن يعطوهم قضمة مما معهم من مأكول .. فربما أعطاه رفيقه جزءاً مما يأكل وربما أعرض عنه لأن ما معه بالكاد يشبعه ..!!

● كل مدارس العالم توفر لأبنائها وجبات غذائية محتواة على جميع العناصر إلا عندنا .. فتجد الأطفال في الفسحة لا يدرون ماذا يفعلون ويبدو على الكثير منهم الضعف والتقزّم والهزال ..!!

● تعليمنا يلفظ أنفاسه بحضرة طلاب جائعين منهكين فقراء .. ولكي نقرب الصورة أكثر فلنفترض أنني جئت بإنسان جائع وقدّمت له الكثير من الكتب كي يهضمها .. فهل تراه ينتبه لما قدمت له أم يظل فكره منشغلاً بحاجات معدته الخاوية التي يأبى عقله أن يستوعب أي شيء ما لم تُشبع تلك المعدة وتمتلئ ..؟!!

إغلاق