ابحث في الموقع

هل لايزال الإسلام هو الحل !!

هل لايزال الإسلام هو الحل !!

تاربة_اليوم ( كتابات واراء )
كتب : زكي بن علي صبيح
الاحد 1 اكتوبر 2023

هناك نظرة شوهاء انتشرت في شريحة واسعة من جيلنا المعاصر تجاه دينهم ، وأنه السبب في تخلفهم ووقوعهم في دركات التخلف والأزمات .. وذلك لوقوع عدد من المحترفين ممن ينتسب إلى هذا الدين ويتحدثون بإسمه في بوتقة الإتهام والمشاركة في الواقع المأساوي الذي تمر به منطقتنا .. وبلاد المسلمين مما جعل لهذه الشبهة سبيلا إلى قلوب الأجيال الصاعدة خصوصا ..

والصواب : والله أعلم يعود إلى سببين رئيسيين هما أولا : الازدواجية في التفريق بين الدين والتدين .

ثانيا : المنهجية التي يسلكها بعض من ينتسب إلى هذا الدين ويتحدث بإسمه .

فأولا : الدين هو دين الله الذي أنزله من علياه ، ويتمحور في الكتاب العزيز والسنة المطهرة .

أما التدين فهو فهمنا لهذا الدين ولنصوصه . هذا أمر (مفصلي) لابد أن نعيه . فالمشكلة في التدين وليس في الدين ، فالدين هو التوجيه الرباني والإرشاد النبوي . أما التدين فهو الممارسة التي تصدر عن فهم النص و التي قد تكون وفق التوجيه والإرشاد وقد لا تكون ، فهناك إسلام وهناك مسلمين . فقد يكون الإسلام الذي هو منهج الله شيء وممارسات المسلمين شيء آخر .

فمن معضلات الزمان أن يتخول فهم النصوص وتفسيرها ، من لم يبلغ مبلغ رتبة الفهم والوعي الكافي ويرى فيما توصل إليه من فهم سقيم أو صحيح عصمة النصوص الإلهية والشرعية والنبوية فتراه لايقبل ما توصل إليه غيره من اجتهادات خاضعه لضوابط الاجتهاد والاستنباط والله تعالى يقول : ( لَعَلِمَهُ ٱلَّذِینَ یَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ ) فالإستنباط له ضوابط وقواعد وفق اللغة والمنطق ..

فإذن يتبين لنا من ذلك أن المعضلة في المفاهيم السقيمة المنحرفة المنقطعة لنصوص الدين ، والتي تمضي وفق الهوى والمزاج والمصالح والعصبية الممقوته الضيقة ، والتي تنسلخ من ربقة اللغة والمنطق ومقاصد الشريعة الغراء وضوابط الاستنباط من غير المتأهلين والمتخصصين ..

وليكون الأمر أكثر وضوحا نضرب مثلا ، يقول المشرع في محكم التنزيل : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إنه لايحب المعتدين ) فيستدل البعض بهذه الآية على جواز ( القتل لا القتال ) وهناك فرق في اللغة بين هذين اللفظين ، وهذا مثل واحد من جملة من الأمثلة التي يفهم فيها النص الشرعي فهما منحرفا أودى بالأمة على مر العصور إلى دركات الهاوية فافهم ..

ثم نأتي إلى المنهجة التي مضى عليها سلف الأمة بمعنى أنها منهجية قد أخذت مأخذها في ميدان التجربة ..

وهذه المنهجية هي التي تجعل من بناء الذات على القيم والفضائل أولى الأولويات ، فما تاهت الأمة في مضلات الفتن ، إلا لما ضيعت هذه الأولوية من تربية الجيل والمجتمع على هذا المسلك النبيل وهذه القيم الفاضلة ، فلا سبيل مع ذلك للخيانة و الخديعة والزور والجور الذي يعصف بالناس .

ثم تولي هذه المنهجية للتعليم والمعرفة والإقتصاد وباقي جوانب الحياة أهمية وأولوية تبنى على أساس التربية والتهذيب .

فما ما نراه اليوم من تخبط وارتباك ووقوع في مزالق النزاع والحرابة ليس للإسلام به صلة .

لأن الكثير ممن تسور التحدث بإسم الدين دون أهلية خلط وخبط خبط عشواء في منهجية بناء الثقافة الإسلامية والتربوية في العقول الأذهان ، مما جعل النتائج على النحو الذي يحير العقول و الألباب .

ومما يؤكد هذه الحقيقة التي هي إحكام الأساس التربوي القيمي ، أن المتأمل في مراحل البعثة النبوية يرى أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام مكث ثلاثة عشر سنة بمكة يبني و يهذب ذوات ونفوس الصحابه والاتباع ، بناء الصفات والفضائل والتربية التي جعلت منهم رجال تميزوا بميزات لا ينازعهم فيها أحد .

وتلاحظ عزيزي أن المشرع الحكيم في القرآن الكريم لم يأذن لهم بالجهاد إلا في طليعة المرحلة المدنية بعد أن قطع المربي معهم مساحة واسعة من التربية والنبوغ والبلوغ إلى درجات النبل والفضيلة وتهذبت نفوسهم بدقائق ورقائق هذه الدين الحنيف .
قال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )

والخلاصة ياعالم : لا يزال الاسلام هو الحل . ثقوا في دينكم وافهموه وفق مراد الله لا وفق الأهواء والأمزجة .

وما دمنا نعي من أين تؤكل الكتف فلا نجعل من الأصل فرعا ومن الفرع أصلا ، ولا نجعل من الرأس ذنبا ومن الذنب راس . فالمنهجية السديدة واللبنة الأولى هي لبنة التربية على الفضائل والقيم .

ففي اليوم الذي نرى فيه مادة التربية والتزكية المسندة مقررة في مدارسنا يؤديها ذو كفاءة حينها سيتحقق ( شعار الإسلام هو الحل .. )

ودمتم

إغلاق