ابحث في الموقع

العم رمضان ياخير إنسان

العم رمضان ياخير إنسان

كتب / وجدي بن أمين
الثلاثاء 3 اكتوبر 2023

قد لا أكون منصفاً في هذه الأسطر ، وقد لا أترجم ما بداخل الوجد والشجن ، ربما لا تسعفني بعض الكلمات والعبارات ، لكي أصف أناس لهم في غياهيب القلب والروح مسكن مثل العم رمضان علي سنجل .

كيف أستطيع أن أرد الوفاء والجميل لهذا الإنسان ، وكيف أستطيع أن أترجم وأنسج سجايا وصفات ذلك الرجل الخمسيني من عمره ، طيّب الذكر ، مرح الوجه ، بشوش الخُلق ، رغم فقدان بصره لكنه بصير بقلبه وعقله .
لو حاولت أن أعدد مزاياه السامقة ، وأخلاقه النبيلة ، وصفاته الحميدة لم أستطع …. العم رمضان علي سنجل من مواليد منطقة ثبي مديرية تريم كان نجّاراً ماهراً وهو مبدع يكتب الشعر ويعزف على العود ويغني بصوته الهادي العذب الجميل عمل ــ قبل فقدانه لبصره ــ في منجرته الواقعة في بيته بعد أن قضى جزءاً كبيراً من فترة شبابه مغتربا في المملكة العربية السعودية لكسب لقمه العيش ، فكان يصنع غرف النوم الباهرة وأعمال النجارة بمختلف أنواعها حيث كان لشهرته وإتقان عمله انتشاراً واسعاً في مختلف المناطق ، وكسب حب وتعاون الناس ، بل كان من أوائل فرقة تريم الغنائية كان فنان وعازف عود متمكّن والى يومنا هذا مايزال إذا حلّ به هم وضيق أو زاره أحد من أهل الطرب والفن يتوجه الى أدواته الموسيقية يعزف ليسلّي قليبه وهو ( كفيف) ، ناهيك انه شاعر غنائي له اكثر من ٣٠٠٠ قصيدة مدونة بخط يده وبتواريخ كتابتها في ـ كتيّبات ـ عمل على تنجييدها بجهده الذاتي ، وفقدانه لبصره لا يثنيه ولا يمنعه عن مواصله نظم الأشعار الشعبية بكلماتها العامية البحتة الطريفة فظل متواصل ليعكس ما في داخل قلبه وأشجانه .

تجاوز العم رمضان الــ50 عام وهو لايزال يتمتع بصحة جيدة و يمتلك الحس الفني والإبداعي ، يعيش مع زوجته فقط في بيته المتواضع ، فزوجته تعني له كل شي في حياته فهي بمثابة له أخ وصديق وشريك وكل شي لعدم وجود أولاد يعينوه على متطلبات العيش القاسية ، يتميز العم رمضان بالمرح وحب الناس والبشاشة الطيبة دون تكلّف .

حقيقه إذا تكلمنا عن العم رمضان لم نوفه حقه ولم نستطع حتى أن ننقل كل أو بعض مما يتميز به ، ومع هذا فهو مغمور مهضوم لم يحظ بأي إهتمام نظير ما قدمه ويقدمه للساحة الفنية والإبداعية فله بصمات واضحه وكبيرة في شتى المجالات ، فهو إنسان قلّ أن نجد مثله ويعد من الأخيار الأوفياء وفي السنوات الأخيرة أقعده كِبر السن على فراشه ولكنه ظل محافظاً على بشاشته ومرحه وأسلوبه الراقي والمميز تجاه من يزوره ، أطال الله عمره ومتعة بالصحة والعافية

إغلاق