نحن لا نحلم بالمستحيل، نحن نحلم بالممكن

كتب / أ. فاطمة عبد مدفع
الثلاثاء 3 اكتوبر 2023

كنا في زيارة لها في بيتها بعد عودتها من مصر في رحلة علاج… هي امرأة بسيطة محبة وعاشقة لبلدها حضرموت وتتمنى له الخير  كبقية البسطاء الغيورين على أرضهم وبلدهم.. ليس لها في حديث السياسة ولا الاقتصاد، ولكننا نعرف جميعا أن لغة السياسة والاقتصاد فرضت نفسها علينا، لتدخل في لقمة عيشنا في أكلنا وشربنا وفي بيوتنا وفي كل حاضرنا ومستقبلنا…
قالت لي : عندما كنت في مصر وبعد الخروج من عند الطبيب طلب ابني أن نتمشى قليلا لنرى أم الدنيا ونتعرف على بعض أهلها ممن يصادفنا، لم أكن أرغب في تلك التمشية وأردت العودة إلى شقة السكن، ولكن ابني أصر على ذلك، وأخذني في شوارعها النظيفةحيث الطرقات والأرصفة والأشجار  والأنوار من كل الجهات،هل تعلمين ( والحديث لها)  لم يخطر ببالي في تلك الأثناء سوى حضرموت،بيوتها،شوارعهارغم ضعف إنارتها، وقلة الخدمات…فلم تغريني خيرات هذا البلد والتي يتم تسخيرها للمواطنين..وبدأت تزفر بالآهات، وأردفت قائلة الغاز يأتيهم الى البيوت ( نعم هل تعلمين يتم تسليك الغاز إلى البيوت) وأنا حين عدت من مصر _وكان ذلك في شهر رمضان المنصرم_وجدت زوجات أولادي يطبخن على( البابور ) كانت أزمة شديدة للغاز، قالتها بحرقة إن الخدمات توفرها لهم الحكومة في سهولة ويسر…لأن الحكومة أحبت شعبها وأحبت بلدها فـهنا الكبير والصغير يهتف قائلا : من أجل مصر….
وفي بلدي ماذا فعلوا من أجل حضرموت وشعبها ؟؟؟ لماذا عندنا يسعى المواطن وراء الخدمات بمشقة وتعب، ولا تأتي إليه بكل سهولة ويسر كما في مصر؟؟؟؟
كانت تتحدث وعينيها تحبس الدمع،ثم سكتتْ.. وأدركتُ أنا حينها كيف يعشق البسطاء حضرموت إلا أنهم لا يملكون من الأمر شيء كي يضعوا الابتسامة على الشفاة… وهنا تمعنتُ وحاولت استذكر حديث بعض المتشدقين الذين يظهرون عبر وسائل الإعلام ويتظاهرون ويتباهون بحبهم لحضرموت.
فمن يعشق بلده يفعل الكثير من أجل شعبها ويوفر لها الخدمات في سهولة ويسر…. فماذا فعلتم؟؟ الكهرباء من سيئ إلى أسواء، التعليم يتهاوى من القمة إلى الأسفل، الصحة المياه، حتى لقمة العيش يدخل المواطن في معركة من أجل توفيرها وماعادت تُستساغ..
فما نريده ليس مستحيلا طالما خيرات حضرموت متوفرة، نحن نريد فقط أن يتم *تسخيرها لخدمة المواطن في سهولة ويسر، كي ينعم بحياة كريمة خالية من الذل والمهانة..*
*فـأكرمونا بماء الوجه في بلدنا وعلى أرضنا*،واجعلوا عبارة من أجل حضرموت ظاهرة في أفعالكم قبل أقوالكم…