يألمون يا أيها المثبطون

كتب / عيسى صالح كند
الاحد 8 اكتوبر 2023

فرح المسلمون في مشارق الأرض و مغاربها بالأخبار التي وردت من مسرى نبينا محمد عليه الصلاة و السلام من قتل و تنكيل و أسر و تشريد لليهود الغاصبين !..

أثلجت صدورنا مشاهد الرعب و الهلع التي أصابت الغاصبين،
و كيف ولوا الأدبار ، و لاذوا بالفرار ، و أصبحوا في لحظات بين قتيل، و شريد ، و جريح !

إلا أن هناك أصواتا نشازا نسمعها كلما حصل نصر للمسلمين منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ! .
أصواتٌ تثبط العزائم ، و تهول الآلام ، و تنسى جراح العدو ، و تصب الاهتمام ( كل الاهتمام) على جراح أهل الإسلام فقط ! يتكلمون بحرقة – مزعومة- عن الأطفال ، و النساء.

و كيف أن القتال يفسح المجال للمحتل أن يقتل و يُجرم! .. عجبا ! و منذ متى كان المحتل ينتظر المبررات لكي يرتكب الجرائم ؟!! ..

طالما أنه احتل الأرض و انتهك العرض فلن ينتظر الاستفزاز ليمارس البشاعة !

هؤلاء القوم يتناسون قول الله تعالى :(( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون …)) و يتناسون قوله تعالى :(( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله …)) و يتناسون أن قتلانا شهداء بإذن الله و الشهداء عند ربهم أحياء (( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) .
و يتناسون أن قتلاهم في النار ، و أننا مأمورون بالإثخان في العدو، و بضرب الرقاب، و إماطة الأعناق عن الرؤوس !

فلهؤلاء نقول : وفروا عقلانيتكم و تابعوا بصمت أو لا تتابعوا و دعونا و شأننا!

  • و من الأمور التي تثار بكثرة في هذه الأيام من بعض المتكلمين (المتفزلكين) قولهم : حماس لديها مشاكل عقدية ، و لا ينبغي تأييد موقفهم من اليهود! و قول آخرين : الأمة لديها معاصي و النصر محجوب عنها و الجهاد من العاصي لا ينفع!
  • أما المتفزلك الأول فلم يعرف من التاريخ شيئا ! فهل كان المعتصم بالله العباسي ذا عقيدة سليمة لما فتح عمورية و هو الذي أقر بالسيوف ، و الأسنة عقيدة القول بخلق القرآن ، و مع ذلك فلم يطعن أحد في جهاده بل انتصر نصرا مؤزرا على الروم و شتت شملهم و فرق جمعهم !
    و هناك غيره من القادة المسلمين الذين جاهدوا و قد شابت عقيدتهم الشوائب فهل أوقفهم ذلك عن الجهاد وهل أوقف العلماء عن الدعاء لهم و تأييدهم في جهادهم؟!! عد إلى التاريخ و اقرأ بفهم ثم تفلسف علينا !
  • و أما الثاني الذي يقول أن المعاصي لا ينفع معها جهاد و لا يحصل معها نصر فنقول له هل كان الحجاج بن يوسف من أولياء الله؟! . لا شك أننا نعلم أنه مرمي بالفسق من قبل غالب المؤرخين و مع ذلك فقد كان ذا جهاد عظيم و يشرف بنفسه على ترتيب الجيوش ، و قيادة الفتوحات ، و قد قاتل في جيشه العلماء ، و الصلحاء فمن قال أن المعاصي تمنع الجهاد؟! .. و هل كان أبو محجن الثقفي في القادسية- لما أرعب صفوف الفرس – هل كان حينها بلا معاصي؟!
    أتفق معك أن التوبة مطلب ، و الرجوع إلى الله من أعظم أسباب النصر لكن لا يحسن بك أن ترمي الأمة جمعا بالعصيان ثم تصل إلى نتيجة (كيسية) من جيبك الخاص مفادها أن النصر مستحيل! فبئس هذا الظن ، و بئس حامله ..
    و ( من قال هلك الناس فهو أهلكُهم) !
  • إننا نفرح بنصر الله و نفرح بإذلال أعداء الله و تُثلَج صدورنا برؤية قتلاهم ، و أسراهم و جرحاهم و نسأل الله أن يمد المسلمين المرابطين المجاهدين بنصر من عنده و يمدهم بمدد من جنده و يهلك اليهود الغاصبين و يشفي صدور المؤمنين و يرحم قتلانا و يتقبلهم في الشهداء و يجعل الدائرة على الكافرين إنه على كل شيء قدير و الحمد لله رب العالمين .