14 أكتوبر ثورة الكفاح و الفداء.
كتب / ياسر منصور البتينه.
على امتداد سنوات الخمسينات وبداية الستينات كان الشعب قد تمرس على أساليب الكفاح و النضال و الفداء الوطني، وخاض مختلف طرق النضال السلمي من أجل تحرر وطنة من الاستعمار البريطاني،كما بدأت التنظيمات السياسية تعزز أفكار الكفاح المسلح وفي الواقع تجسد جوهر الرفض للوجود الاستعمار في البلاد، لأن هذه التنظيمات قد أثبتت تجربتها في النضال السلمي الذي لا جدوى له في الاطلاع با المهام الحقيقية للتحرير الوطن، بفعل طبيعة الاستعمار الإمبريالي البريطاني، كانت حركة القوميين العرب من بين التنظيمات الأخرى هي الأبرز، الذي تبنت أسلوب الكفاح المسلح كطريقة للتحرير من الاستعمار.
أعلنت هذه الأساليب الكفاحية ضد المستعمرين بعد أن ترسخت القناعة بضرورة الكفاح المسلح ضد الانجليز، عندما رأى الثوار ثورة ٢٦ سبتمبر الذي تم اسقاط النظام الإمامي الكهنوتي، وتحقيق الجمهورية، من ما صنعت لثوار ١٤ أكتوبر ظروف ملائمة في صنعاء تمهد إلى التطبيق العملي في الكفاح و الفداء المسلح.
وهذا يعني أن النظام الجمهوري في صنعاء كان الداعم للكفاح ضد المستعمرين الانجليز، كما أن صنعاء لعبت دور لدعم الكفاح المسلح من أجل تحرير جنوب اليمن، فقد هب الآلاف من كل الحواضر و الألوية و المناطق اليمنية للانخراط في صفوف ثوار ١٤ أكتوبر.
وكذالك كانت الحركة الوطنية في الشطر الجنوبي من الوطن اليمني، تقوم بمهمة الدفاع عن جمهورية ٢٦سبتمبر بعرقلة التخريب البريطاني الذي كان داعم للاماميين من أجل استعادة امامتهم المشئومه، كان السير النضالي لثوار ٢٦سبتمبر و ١٤أكتوبر سير وطني الوقوف ضد عودة الإمامة في صنعاء و التحرر من المستعمرين الانجليز في عدن.
حيث قدم الجمهوريون في الشمال دعم مالي كبير وعسكري ضخم أعطى ذالك إلى رجال القبائل الذي خدمو في صفوف الجمهوريين، وكذالك المصريين شجعو ودعمو الثوار الأحرار.
عمل الثوار على إقامة مفاوضات مع القبائل بهدف تجميد الثأرات القبلية من أجل أن يتمكنو من تجميد المقاتلين لصالح الثوار وكذالك من أجل توحيد القبائل ضد المستعمرين مواجهتهم و القيام بأنشطة تمرديه تربك المستعمر عندما يحين الوقت. وعلى اثر ذالك توافرت الشروط المهيئه للسير في طريق الكفاح المسلح قام الثوار بالتحضير السياسي و العسكري الواسع للكفاح المسلح، وبدأ تدريب العناصر الثورية الذي ستتحمل مسؤولية العمل العسكري و الفدائي، فقد كان هنالك عناصر ترسل سرا للتدريب في معسكرات تعز و صنعاء على مختلف الأسلحة، وأساليب العمل الفدائي، كما بدأ تهريب الأسلحة من الشمال وتخزينة في أماكن سرية، وبعد ذالك البدا في تشكيل الفرق الصغيرة التي ستكون مهمتها القيام با العمليات الفدائية.
اما الجانب السياسي فقد حاول الثوار جر القوى الوطنية إلى الانخراط في علمية الكفاح المسلح، لكن الخلافات الحزبية و التناقضات كانت أقوى من أنت تغلب لصالح التحرر ضد المستعمرين و القيام بالكفاح المسلح.
وكان عدم قابلية بعد المكونات و والتنظيمات في الانخراط المسلح ضد الإنجليز هو تباين المواقف فى البعض كان يريد البدء با التحرر السياسي و البعض الآخر يخشى الخلاف حول المنهج السياسي بعد طرد الاستعمار.
بداء الكفاح المسلح وكان أكثر تركيزة على انتشار في محمية عدن المستعمرة، وخلال سنتين فقط أصبح الكفاح المسلح أبرز وأوسع النضال الوطني قدرة على التأثير في مجرى الحياة السياسية وأصبح يستقطب من حولة كل القوى الاجتماعية المؤمنة با التحرر الوطني لبلادهم.
وإلى جانب أسلوب الكفاح المسلح، استخدم الثوار أساليب النضال الوطني بعدة أشكال مثل تنظيم المظاهرات الشعبية و الاضرابات العمالية، وإثارة القضية الوطنية في المحافل والمؤتمرات العالمية وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية.
كما تكفلت المنظمات الجماهيرية والاجتماعية با الإهتمام با الجماهير و والاهتمام أكثر با الحركة العمالية، من ما جل الثوار يتمددون في نفوذهم مستقطبين النقابات ومسيطرين على الحركة العمالية، و التغلغل داخل المنظمات مثل اتحاد الطلبة و المرأة و الحركة الرياضية، وقد لعبت هذا المنظمات دور مهما في التحرر الوطني، مثل نموذج للمرأه الذي قامت بتوزيع المنشورات، ونقل الرسائل و التعليمات الداخلية و المشاركة في المظاهرات، أما في الريف فقد كان دور المرأة مشارك في حمل السلاح وتزويد الثوار با الطعام، أما الطلبة فقد بالإضراب عن الدراسة ومقاومة السياسة التعليمة الاستعمارية.
اتخذ القرار بالأخذ بالكفاح المسلح كطريق لنيل التحرر وطرد المستعمرين، قام الثوار بعد الانتفاضة المسلحة في ردفان، بتوسيع التدريب و بناء كوادر عسكرية، واختبار أصلب العناصر وأكثرها نضجه في الوعي السياسي ولها خبرة تنظيمية سابقة لأن الأمور لا زالت تحت ضروف عمل سري.
استكملت تجهيز العناصر الفدائية وبداء نقل العمل الفدائي إلى المدن و بالذات مستعمرة عدن،
ولم يكن الفدائيون قد مرو بالتجربة بتنفيذ عمليات على أهداف مباشرة في مدينة عدن الذي كانت خلاف عن المناطق الريفية، ولذالك فقد كانت البداية صعبة بالنسبة لهم لأنهم اصبحو في منطقة وطبيعة جغرافيا تحاط با المخابرات و المخبرين الإنجليز فعدن تعتبر شبه جزيره صغيرة كعنق الزجاجة يسهل إغلاقها و السيطرة عليها بقوة محدودة خلال دقائق من ما جعلهم يفكرون بأنهم سينكشفون في الحالى.
وبرغم الصعوبات إلا أن الثوار هيأو كل شئ ووفرو شروط تفجيرة ونقلو أسلوب الكفاح وأسلوب حرب العصابات إلى عدن، من خلال ادخال السلاح إلى عدن مغامرين با استخدام عدة وسائل كالسيارات و الجمال، أما داخل المدينة فقد صنع الثوار القنابل البلاستيكية.
شمر الفدائيون التمويه المختلف مثل لبس الأقنعة وتغير أرقام السيارات وانتحار شخصيات ضباط رسميين انجليزي،
با البدا بسلسلة من العمليات رمي القنابل على منازل الضباط الإنجليز وضرب المطار العسكر بقذائف البازوكا سببت قتل وجرح العشرات من الضباط و الجنود البريطانيين، وخلال هذه العملية اكتسب الفدائيون دروس كبيرة ومفيدة جعلتهم يعرفون ضعف النظام العسكري البريطاني داخل عدن، وأن عدن ليست كما كان تفكير الفدائيون من قبل وأن الإنجليز لا يستطيعون التحكم على المدينة في دقائق.
وبعد الضربة الأولى اعتقل الإنجليز بعض العناصر الفدائية العاملة، لكن الثوار فكرو بتوجية ضربات موجعة للمخبرين و الخونة، لأن المخبرين أن تركو بدون رادع فسوف يكون هنالك احتمال با القضاء على العمل الفدائي. خطط الثوار لاغتيال أبرز المخبرين و الضباط الإنجليز فقد تم اغتيال كثير من المخبرين المحليين و الضباط الإنجليز الذي يتعاملون معا..
استمر العمل الفدائي إلى أواخر سنة ٦٦ وبداية ٦٧ ليتحول من عمل فدائي سري إلى عمل علني مجابة مباشر مع الإستعمار،
متمركزا على أسطح المنازل ليخوض معارك عنيفة وحرب شوارع ضد الدوريات وقوات المشاه باستخدام سلاح الهاون و البازوكا، من ما جعل المستعمرين ينتقلو من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع عن معسكراتهم ومساكن عائلات الضباط في الأحياء الاوروبيه مثل خور مكسر والتواهي و المعلا و البريقة وكريتر.
موقع الدفاع الإنجليزي أتاح للثوار إمكانية التطور إلى الهجوم بدلا من العمليات التي كانو يقومون بها با الضرب و الاختفاء السريع.
نجحت العديد من العمليات الفدائية من ما جعلت الإنجليز اجلاء جميع العائلات وترحيلهم بلدانهم
استخدمت بريطانيا الطائرات و الدبابات محولة بذالك عدن الى ساحه دموية في مابين لكنها لم تستطع اخماد الثورة فقد كان الكفاح المسلح يعمل بشكل مغامر وشجاع، سببه الظلم والاستبداد الذي عاناه المواطنون جراى الاستعمار المجحف.
سيطر الثوار كامل على المدينة وتحملت الجبهة المسؤلية في الإدارة وتحصن الثوار على قمم الجبال ومداخل المدينة … لتعود المعارك مجراهجا من جديد بين قوات المستعمرين و الثوار
اطلق المستعمرين عملية حصار واسع على مدينة كريتر ليطول هذآ الحصار حتى كاد أن يفشل لكن استخدم مختلف الأساليب العسكرية، مثل منع التموين با السلاح و الماء و الأكل، لتلجى بريطانيا استجلاب قوات كماندوز خاصة مدعمة با أسلحة دمار ثقيلة وقوات أفراد تفوق سكان المدينة، لتدخل المدينة عبر البحر بعد مقاومة شرسة من قبل الثوار الأحرار، تعمد البريطانيين وضع الإعلام في كل شارع تدخلة، اما الثوار لم يكن لهم مخطط للاستمرار في السيطرة على المدينة، لكنهم حققو نصر سياسي قوي..