ابحث في الموقع

( غل باوزير ) .. هل مات ضميرها الإنساني ..؟!!

( غل باوزير ) .. هل مات ضميرها الإنساني ..؟!!

كتب / احمد باحمادي
السبت 14 اكتوبر 2023

*مساء الخميس الذي مضى نمتُ على وقع أخبار غزة وفلسطين .. اعترتني كغيري من شباب الإسلام نشوة النصر .. وامتلأنا بالعزة والأنفة والفخار من صنيعة إخواننا في ( حمـ*ـاس ) تلك الحركة الإسلامية العظيمة ..*

● *وكذلك بكينا حزناً وكمداً على إخوتنا المكلومين جراء ما يلاقونه من قصف وتنكيل .. لكن عزاءنا أنهم صابرون محتسبون .. ومن ارتقى منهم صاروا شهداء عند ربهم يُرزقون.*

● *كانت الأخبار والمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بالغضب والثورة .. والناس تغلي للخروج غداً بعد صلاة الجمعة في مسيرات ومظاهرات ووقفات نصرةً وتأييداً للأقصى المبارك والقدس وغزة وفلسطين ..!!*

● *وبالفعل ما كدنا نصلي صلاة الجمعة وندعو خلالها لإخواننا بالنصر والتمكين بقلوب ملأى بالرجاء والثقة بالله عز وجل .. حتى تفجّرت المظاهرات وامتلأت شوارع المدن الرئيسة بالمسلمين في كثير من مناطق حضرموت واليمن بل والعالم أجمع ..!!*

● *وعلى جناح السرعة والحماس جلتُ بناظريً في شبكة الإنترنت هنا وهناك علّي أجد صورة أو خبر وقفة أو مظاهرة أو مسيرة نُصرةٍ لفلسطين ولو كانت بسيطة وبأعداد قليلة في مدينة ( غيل باوزير ) كي أحظى بتعليق عليها ونشرها كصحفي يشارك في هذا الواقع بما يجيد .. لكن عاد إليّ البصر خاسئاً وهو حسير ..!!*

● *انتظرت ساعات وساعات بلا فائدة .. قلّبتُ وبحثت في مواقع التواصل الاجتماعي عن أي فعالية تأييد لغزة وفلسطين أقيمت في ( غيل باوزير ) فلم أجد للأسف الشديد .. فخشيتُ أن القوم قد ماتت ضمائرهم وانتكست فطرهم ولم يعودوا يتأثرون بخلجات الشارع ولا بأنّات المسلمين.*

● *الغريب والأدهي أن تجد الدوريات الرياضية وفعاليات المكونات السياسية التافهة كـ ( الانتقالي ) والمهرجانات الغبية كمهرجان ( الباخمري ) تجتذب انتباهم وتسترعي حضورهم ويحرصون على التفاعل معها بأعداد كبيرة وإن كانت في أوقات عزيزة ..!!*

● *لقد طغى على ( غيل باوزير ) طوفان السلبية واللا مبالاة .. لكنني لم أكنْ أتوقّع أن تصل بنا إلى هذا المستوى المتردّي من الفجاجة وبرودة الأعصاب .. حتى النخوة ماتت من القلوب ..!!*

● *فلا أقلّ حتى من أن نقلّد الآخرين من باب إسقاط الواجب بعد أن رأينا المسيرات الحاشدة في المكلا والشحر والريدة الشرقية والمهرة ومحافظات ومدن بل وقرى وأرياف اليمن ..!!*

● *ما حدث عندنا في ( غيل باوزير ) هو خذلان المسلم لأخيه في أوضح مظاهره وتجلياته .. ويؤسفني أن أعلنها صريحة بلا مواربة أو نفاق أن ما فعلناه لا يعبّر إلا عن أنانية ولا مبالاة بمعاناة إخواننا في فلسطين وحب الذات وإيثار الراحة والمصلحة الخاصة على مشاركة الغير آلامهم وآمالهم ..!!*

● *دعوكم من الآراء السياسية والانتماءات والتعصبات المقيتة التي تسود بكثرة في مجتمعكم المريض .. فالمقام مقام عقيدة ومفاصلة وحرب بين الحق والباطل ..!!*

● *لكنني لن أتعب نفسي في تحديث قوم عن الحق والباطل وهم لم يبلغوا بعد حتى أن يمتلكوا شيئاً من الشهامة والإباء ونجدة الملهوف ..!!*

● *لقد ماتت في ( غيل باوزير ) تلك الخلال الكريمة ( إلا في من رحم الله ) .. فانزوى كل فرد منهم يبحث عن لقمة عيشه المغموسة بالذل والصغار .. قاطعاً عرى الإخوة الإسلامية لمن حوله ولمن بَعُدَ عنه .. ولا تستغرب إن تركوا يوماً إخوتهم في الدين لعاديات الزمن أو أسلموهم للأعداء ..!!*


إغلاق